الكلمة التقديمية للسلسلة

الخميس، ديسمبر 16، 2010 التسميات:
بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وأشهد ألا إله إلا الله لا ربَّ إلا إياه، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا ونبينا محمدا رسوله وصفوته من خلقه عظيم الشان ورفيع الجاه، صلى الله عليه في الأولين والآخرين صلاة تبلغنا رضاه، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم إلى يوم لقياه.
وبعد،
لا يخفى على مسلم فضيلة العلم والتعلم، ومزية أن يعبد الله بعلم، ورزية من تقرب إليه بغير فهم، فقد قال ساداتنا العلماء:

وذاك الذي بغير علم يعبد      لا يصلح العمل ولكن يفسد
ولا شك أن أصح العلم وأولاه بالاتباع والاعتبار علمُ أئمة الأمة وحماة الملة، خاصة الأئمة الأربعة، مالك بن أنس وأبو حنيفة النعمان بن ثابت ومحمد بن إدريس الشافعي وأحمد بن حنبل، في فروع الدين وعباداته، وأما في أصوله وعقائده فإمام أهل السنة والجماعة أبو الحسن الأشعري والإمام أبو منصور الماتريدي، وفي السلوك أئمة الهدى وأطباء القلوب ساداتنا الصوفية الكرام على طريقة ومنهج سيد الطائفة الجنيد رضي الله عنهم جميعا.
ولا زال المسلمون منذ قرون على مذهب واحدٍ من الأربعة في الفروع، وعلى أحد الإمامين العظيمين في الأصول، وعلى طريق الصوفية الأخيار في السلوك والمعرفة والرياضة والتربية، لم يخالف في ذلك إلاشذاذٌ ممن لم يَعبأ بمخالفتهم العلماءُ، ولم يعتبر مذاهبهم وآراءَهم الفضلاء والنبلاء.
وقد كثُر في زماننا هذا المتمسكون بالشاذ من الأقوال، الداعون لنبذ اتباع أئمة المذاهب على كل حال، ونقضوا العهد مع السلف والخلف،وأشعلوا نيران العداوة بين العوام والعلماء في فروع سكت عنها السابقون سدا لدواعي القلاقل والفتن، فأحيوها بين الناس في المساجد والبيوت حتى انقلبت الألفة بين المسلمين عداوة، والمحبة فيما بينهم بغضاء وخصومة.
ولما كثُرت –بهذا- أسئلة الناس في كثير من المسائل الفرعية وبعض المسائل الأصولية، مما لا يتيسر إقناع العامي به إلا إذا فهم القواعد والأصول وعرف التفسير واللغة ولحديث والأصول، وغير ذلك من العلم الذي ليس لهم عليه حصول، شاءت محاسن الأقدار أن تخرج هذه السلسلة العلمية المباركة، والتي تهدف إلى:

* الجواب عن بعض ما استشكله الناس من اختيارات أئمة الهدى مما رضي به السلف واتبعهم عليه الخلف.
* الإقناع بصحة بعض الأقوال في العبادات والمعاملات التي رضيتها الأمة، وظهر من ادعى عليها الغلط.
* التأكيد على ضرورة الثوابت الثلاث التي يدين بها لله عموم الأمة وهي المذهبية والعقيدة الأشعرية والتصوف.
* تقريب الفقه والخلاف العالي إلى عموم المسلمين وترك الغوص في المباحثات الجدليات التي لا يستفيد منها مبتدئ ولا تعين باحثا ولا تقنع حائرا.

ولذلك فإنك ستجد لغتها من السهل الممتنع الذي لا تحجير فيه ولا تشدق ولا تفريع، وأسلوبها خاليا من الغلو والمبالغات في التحرير والتحقيق، ومحاوراتها بعيدة عن التعصب والجرح والتعنيف، مما يحمده إن شاء الله تعالى الباحث عن الحق ويشكره.

واللهَ المسؤولَ أن يعيننا على ما أحسنا فيه النية، ويجعل هذا في ميزان حسناتنا وينفع به طالب النفع، والحمد لله رب العالمين.

بقلم : هشام حيجر
خريج دار الحديث الحسنية من المغرب الأقصى ، صدرت له مجموعة من الإصدارات العلمية ، تستطيع متابعتي من خلال ما يلي :

0 التعليقات :

 
واحة الفقيه والمتفقه © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates