البلاغة+ تعريف الصدق والكذب + علم المعاني: تعريفه ومباحثه

الأربعاء، ديسمبر 22، 2010 التسميات:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله

14587

[ تعريف البلاغة ]

قال الناظم رحمه الله تعالى:

...............................

وَإِنْ يَكُنْ مُطَابِقاً لِلْحَالِ

فَهْوَ الْبَلِيغُ وَالَّذِي يُؤَلِّفُهْ

وَبِالْفَصِيح مَنْ يُعَبِّرْ تَصِفُهْ

قلت:

البلاغة لغة: من بلغ يبلغ بلوغا؛ أي كان أو صار فصيحا فهو البليغ. والبليغ من يبلغ بعبارته كنه ضميره. وبلغ الثمر بلوغا:نضج.. وبلغ الغلام:أدرك.. وبلغ الشيء:وصل إليه .. والمبلغ:حد الشيء ونهايته.

واصطلاحا: هو مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحة مفرداته، والمراد بالحال: الأمر الداعي للتكلم.

مثاله: إذا كان المخاطب خالي الذهن، فمطابقة الحال أن تلقي له الكلام من غير تأكيد؛ كقولك: "زيد قائم".

وإن كان شاكا، فمطابقة الحال تأكيد الكلام؛ بأن تقول:"إن زيدا قائم".

وإن كان منكرا فيجب التأكيد بحسب الإنكار، فكلما زاد الإنكار زيد في التوكيد؛ كقوله تعالى:{إنا إليكم مرسلون}، فالتأكيد أولا بـ "إن" والجملة الإسمية، فلما بالغوا في الإنكار بقولهم:{ما انتم إلا بشر مثلنا} زيد التأكيد بـ "اللام"، فقال سبحانه: {ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون}، فأكد بالقسم المشار إليه بـ "ربنا يعلم" و"اللام" واسمية الجملة.

والبلاغة تشمل الكلمة والمتكلم فقط.

فبلاغة الكلمة: ما سبق بيانه.

أما بلاغة المتكلم: فهي ملكة في النفس يقتدر بها على تأليف كلام بليغ.

والفصاحة أعم من البلاغة، فليس كل فصيح بليغا، ولا يكون البليغ إلا فصيحا.

[ الصدق والكذب ]:

قال الناظم رحمه الله تعالى:

   وَالصِّدْقُ أَنْ يُطَابِقَ الْوَاقِعَ مَا

يَقُولُهُ وَالْكذْبُ إِنْ ذَا يُعْدَمَا

قلت:

المعنى: أن صدق الخبر مطابقته للواقع في نفس الأمر، والكذب عدم مطابقته للواقع في نفس الأمر.

وقيل: إن الصدق: هو مطابقة الخبر لاعتقاد المتكلم، والكذب: عدم مطابقته لاعتقاده، فإن طابق كلامه اعتقداه كان صدقا ولو خالف الواقع، وإن خالف كلامه اعتقاده كان كذبا ولو طابق الواقع، وهذا قول إبراهيم النظام المعتزلي.

وذهب الجاحظ إلى إثبات واسطة بينهما، أي يكون الخبر فيها لا صدق ولا كذب.

والأول هو الذي عليه التعويل.

[ علم المعاني: تعريفه ومباحثه]

قال الناظم رحمه الله تعالى:

وَعَرَبِيُّ اللَّفْظِ ذُو أَحْوَالِ

يَأْتِي بِهَا مُطَابِقاً لِلْحَالِ

عِرْفانُهَا عِلْمٌ هُوَ المَعَانِي

مُنْحَصِرُ الأَبْوَابِ فِي ثَمَانِ

قلت:

حاصل ما أشار إليه الناظم رحمه الله تعالى هنا: أن اللفظ العربي ذو أحوال يأتي بها المتكلم مطابقا لمقتضاها المناسب من التأكيد وعدمه والذكر والحذف وغير ذلك من الأحوال التي بها يطابق اللفظ الحال، ومعرفة هذه الأحوال ومستنداتها هو المسمى بعلم المعاني.

فعلم المعاني هو العلم التي تعرف منه أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال، وهو ينحصر في ثمانية أبواب، وهي:

الْبَابُ الأَوَّلُ : أَحْوَالُ الأِسْنَادِ الْخَبَرِيِّ

الْبَابُ الثَّانِي : أَحْوَالُ المُسْنَدِ إِلَيْهِ

البابُ الثَّالِثُ : أَحوَالُ المُسْنَدِ

الْبَابُ الرَّابِع : أَحْوَالُ مُتَعَلَّقَاتِ الْفِعْلِ

الْبَابُ الخَامِسُ : الْقَصْرُ

الْبَابُ السَّادِسُ : الإنْشَاءُ

الْبَّابُ السَّابِعُ : الْفَصْلُ وَالْوَصُلُ

الْبَابُ الثَّامِنُ : الإِيجَازُ وَالإِطْنَابُ

وسيأتي الكلام عن جميع هذه الأبواب إن شاء الله تعالى.

بقلم : هشام حيجر
خريج دار الحديث الحسنية من المغرب الأقصى ، صدرت له مجموعة من الإصدارات العلمية ، تستطيع متابعتي من خلال ما يلي :

0 التعليقات :

 
واحة الفقيه والمتفقه © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates