الكَلام والكِلام والكُلام

السبت، ديسمبر 25، 2010 التسميات:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله

5689

قال الناظم رحمه الله تعالى :

14-أَمَّا الحَدِيثُ فَالكَلامْ

وَالجُرْحُ فِي المَرْءِ الكِلاَمْ

15-وَالمَوْضِعُ الصُّلْبُ الكُلاَمْ

لِلْيُبْسِ وَالتَّصَلُّبِ

قلتُ:

قوله (أَمَّا الحَدِيثُ فَالكَلامْ) :

الكَلاَم بالفتح- : حديث الناس بعضهم لبعض. وهو اسم جنس يطلق على القليل والكثير.

وقال العلامة أبو عبد الله محمد بن الطّيِّب بن محمد الفاسي رحمه الله تعالى :" الكَلامُ لُغَةً يُطْلَقُ على الدَّوَالِّ الأربَعِ ، وعلى ما يُفْهَمُ من حَالِ الشَّيء مَجَازًا ، وعلى التَّكَلُّم ، وعلى التَّكْلِيم كَذلِك ، وعلى مَا في النَّفْسِ من المَعَانِي التي يُعَبَّرُ بِهَا ، وعلى اللَّفْظِ المُرَكَّبِ أَفَادَ أَمْ لا مَجازًا وقيل : حَقِيقةٌ فِيهِما ، ويُطْلَقُ عَلَى الخِطَابِ ، وعلى جِنْس ما يُتَكَلَّمُ بِه من كَلِمَةٍ ولو كانَتْ على حَرْفٍ كواوِ العَطْفِ أو أكثرَ مِنْ كَلِمَةٍ مُهْمَلَةٍ أَوْ لا ، وعَرَّفه بَعضُ الأصُولِيّين بِأنَّه المُنْتَظِمُ مِنَ الحُرُوفِ المَسْمُوعَةِ المُتَمَيِّزَةِ"[1]انتهى.

قوله (وَالجُرْحُ فِي المَرْءِ الكِلاَمْ) :

الكِلاَم - بالكسر- هو الجِرَاح[2]، وواحدها: كَلْمٌ، ومنه قول الشاعر:

يَشْكُو إِذَا شُدَّ له حِزَامُه

شَكْوَى سَلِيمٍ ذَرِبَتْ كِلامُه

وفي التنزيل: { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }[ النمل:82] قرئ { تَكْلِمُهُمْ } أي تَجْرَحُهُم وتَسِمُهُمْ في وُجُوهِهِم.

قال القرطبي رحمه الله : " قرأ أبو زرعة وابن عباس والحسن وأبو رجاء : {تَكْلِمُهُمْ} بفتح التاء من الكَلْم وهو الجرح، قال عكرمة : أي تَسِمُهُم، وقال أبو الجوزاء : سألت ابن عباس عن هذه الآية {تُكَلِّمُهُمْ} أو {تَكْلِمُهُمْ}؟، فقال : هي والله تُكَلِّمُهُم وتَكْلِمُهُم، تُكَلِّمُ المؤمن، وتَكْلِمُ الكافر والفاجر؛ أي تجرحه. وقال أبو حاتم : تُكَلِّمُهُم كما تقول تُجَرِّحُهُم، يذهب إلى أنه تكثير من تَكْلِمُهُمْ "[3].

والكِلام أيضا :المحادثة[4]، مصدر كَالَمْتُهُ إذا حَادَتْثَهُ.

قوله (وَالمَوْضِعُ الصُّلْبُ الكُلَامْ) :

الكُلاَم- بالضم- : الأرض الغَلِيظَةِ الصُّلْبَةُ[5]. قال ابن دريد : كذا زعموا، ولا أدري ما صحته.

وأنشد البطليوسي في كتابه المثلث[6]:

وَقاعٍ سَبْسَبٍ لاَ نَبْتَ فِيهِ

كَأَنَّ كُلاَمَهُ زُبَرُ الحَدِيدِ

والكُلاَم أيضا : داء يصيب الإبلَ[7]، قال الراجز:

إذا سَرَوا في لَيْلِهِمْ وَنَامُوا

أَصَابَهَا فِي سَيْرِهِمْ كُلاَمُ

 

[1] - انظر: تاج العروس (33/370).

[2] - انظر: المحكم والمحيط الأعظم (7/52)، تهذيب اللغة (10/147)، مقاييس اللغة (5/131)، المثلث للبطليوسي (2/121)، إكمال الإعلام بتثليت الكلام (2/551)،لسان العرب (12/525)، القاموس المحيط (1491)، تاج العروس (33/373)، المصباح المنير (2/540).

[3] - الجامع لأحكام القرآن (13/238).

[4] - المثلث للبطليوسي (2/121)، إكمال الإعلام بتثليت الكلام (2/551).

[5] - انظر: المحكم والمحيط الأعظم (7/52)، مقاييس اللغة (5/131)، المثلث للبطليوسي (2/121)، إكمال الإعلام بتثليت الكلام (2/551)، لسان العرب (12/525)،القاموس المحيط (1491)، تاج العروس (33/370).

[6] - (2/121).

[7] - المثلث(2/121).

بقلم : هشام حيجر
خريج دار الحديث الحسنية من المغرب الأقصى ، صدرت له مجموعة من الإصدارات العلمية ، تستطيع متابعتي من خلال ما يلي :

0 التعليقات :

 
واحة الفقيه والمتفقه © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates