السَّلاَم والسِّلاَم والسُّلاَم

الجمعة، ديسمبر 24، 2010 التسميات:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى االله وسلم على سيدنا محمد وآله

handshake

قال الناظم رحمه الله تعالى :

12-تَحِيَّةِ المَرْءِ السَّلامْ

وَاسْمُ الحِجَارَةِ السِّلَامْ

13-وَالعِرْقُ فِي الكَفِّ السُّلَامْ

رَوَوْهُ فِي لَفْظِ النَّبِي

قلت:

قوله (تَحِيَّةِ المَرْءِ السَّلامْ) :

السَّلاَم -بالفتح- هو التحية.

والسَّلاَم - أيضا- : الشجر العظام، واحدها: سَلامة[1] . قال الأخطل[2] :

عفا واسِطٌ من آلِ رضوى فنَبْتَلُ

فمجتمعُ الحُرَّيْنِ فالصبرُ أجملُ

فرابيةُ السكرانِ قَفْرٌ فما بها

لَهُم شَبَحٌ إلاّ سَلام وحَرْمَلُ

والسَّلاَم في الأَصْل: السَّلاَمَةُ، وهي البَراءَةُ من العُيُوبِ والآفات.

والسَّلاَمُ : من أَسْماءِ الله عز وجل .

والسَّلامُ : اللَّدِيغُ كالسَّلِيم.

قوله (وَاسْمُ الحِجَارَةِ السِّلَامْ) :

السِّلاَم- بالكسر- اسم للحجارة.

قال الأزهري في تهذيب اللغة[3] : "والسِّلام بكسر السين : الحجارة الصُّلْبة ، سُمِّيتْ سِلاَماً لسلامتها من الرَّخاوة"، وأَنشد:

تَدَاعَيْنَ باسمِ الشِّيب في مُتثَلِّمٍ

جَوانِبُه من بَصْرَةٍ وسِلامِ

قال: "والواحِدَة سَلِمة ". انتهى.

قوله (وَالعِرْقُ فِي الكَفِّ السُّلَامْ) :

السُّلام - بالضم - هو : العرق في الكف، قال النابغة الجعدي[4]:

أرار الله نقيك في السّلامى

على من بالحنين تقولينا

وفي الحديث : " على كل سُلاَمَى من أحدِكم صَدَقَة ، ويُجزِئُ في ذلك رَكْعَتان يُصَلّيهما من الضُّحَى" .

قال الحافظ العراقي رحمه الله تعالى : " السُّلاَمَى -بضم السين المهملة وفتح الميم مقصور - وهو جمع سلامية، وقيل واحده وجمعه سواء، ويجمع على سلاميات. واختلف في معناها؛ فقيل: السلامية الأنملة من أنامل الأصابع، وقيل :السلامى كل عظم مجوف من صغار العظام، وقال أبو عبيد: هو عظم يكون في فرسن البعير .

قلتُ : والصواب أن السلامى هي المفاصل، وأنها ثلاثمائة وستون مفصلا، كما ثبت ذلك مبينا في صحيح مسلم من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :« إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله وحمد الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السُّلاَمى؛ فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار، وفي رواية له : يمسي، فبيَّن في حديث عائشة هذا أن السلامى هي المفاصل»[5]انتهى.

والسُّلامى أيضا : ريح الجنوب[6]، قال اْبنُ هَرْمَة :

مَرتْهُ السُّلاَمَى فاْستَهَلَّ ولم تَكُن

لِتَنْهَض إِلا بالنُّعامَى حَوامِلُه

 


[1] - انظر:الزاهر في معاني الناس (1/65).

[2] - ديوانه (2). وعفا: درس . ورضوى ونبتل والسكران :مواضع بالشام ، الحران : واديان ، وحرمل : نبت.

[3] - (12/309).

[4] - ذكره ابن دريد في الجمهرة،وأبي تمام في ديوان الحماسة، ولم ينسباه لأحد.

وقوله :" أرار .. " الخ يخاطب ناقته ويصف وجدها ويدعو عليها أن يجعلها الله نضوا مهزولا، والرير والرار : الذائب من مخ العظام، أو الذي كان شحما في العظام ثم صار ماء أسود رقيقا، ولا يكون ذلك إلا عن مرض وضعف، والنقي: المخ ،والسلامى: عظم في فرسن البعير.

وقوله "على من بالحنين.." الخ إما إنكار على الناقة، أو تفخيم لشأن المشتاق إليه. والتعويل: رفع الصوت بالبكاء، والمعنى: جعل الله مخك رقيقا وأهزلك على من ترفعين صوتك بالأنين والبكاء.

[5] - طرح التثريب في شرح التقريب (2/266).

[6] - انظر: تاج العروس (32/396).

بقلم : هشام حيجر
خريج دار الحديث الحسنية من المغرب الأقصى ، صدرت له مجموعة من الإصدارات العلمية ، تستطيع متابعتي من خلال ما يلي :

0 التعليقات :

 
واحة الفقيه والمتفقه © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates