باب فرائض الغسل وسننه وفضائله: (1) فرائضه

الأحد، يونيو 09، 2013 التسميات:
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله
iktissal
قال المصنف رحمه الله تعالى: ( بَابُ فَرَائِضِ الغَسْلِ وَسُنَنِهِ وَفَضَائِلِهِ.
فَأَمَّا فَرَائِضُهُ فَخَمْسَةٌ : النِّيَّةُ ، وَتَعْمِيْمُ الجَسَدِ بِالمَاءِ ، وَدَلْكُ جَمِيْعِ الجَسَدِ ، وَالفَوْرُ ، وَتَخْلِيْلُ الشَّعْرِ).
قلت:
لما أنهى المصنف رحمه الله تعالى الكلام على الطهارة الصغرى، التي هي الوضوء، شرع رحمه الله تعالى في الكلام على الطهارة الكبرى، التي هي الغسل، فقال: (بَابُ فَرَائِضِ الغَسْلِ وَسُنَنِهِ وَفَضَائِلِهِ).
والغسل -بفتح العين-: اسم الفعل، وبضمها: اسم الماء.
والمصنف رحمه الله تعالى سيتكلم عن الغسل من خلال ثلاثة مباحث، وهي كما ذكر: فرائضه، وسننه، وفضائله.
فبدأ بذكر ما يتعلق بفرائضه، فذكر أن للغسل خمسة فرائض، وهي:
الأولى: النية: وذلك بأن ينوي بقلبه أداء فرض الغسل، أو ينوي رفع الحدث الأكبر أو رفع الجنابة، أو ينوي استباحة ما منعه الحدث الأكبر، أو استباحة الصلاة مثلا، ويدل على فرضية النية للغسل حديث: "إنما الأعمال بالنيات".
الثانية: تعميم الجسد بالماء. لقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا}[النساء:43]. واللفظ ظاهر في الاستغراق.
الثَّالِثة: الدلك: أي لجميع البدن. وهذا مشهور المذهب. بناء على أن حقيقة الغسل لغة: الإيصال مع الدلك، ولذلك تفرق العرب بين الغسل والغمس لأجل التدليك، فتقول: غمست اللقمة في المرق، ولا تقول: غسلتها.
الرابعة: الفور: وهو الموالاة، بحيث يفعل الغسل كله في دفعة واحدة عضوا بعد عضو إلى أن يفرغ. والتأخير اليسير مغتفر. أما الكثير، فإن فعله عامدا مختارا من غير اضطرار فهو مبطل لما فعل ويبتدئ غسله من أوله. وأما إن فعله ناسيا ثم تذكر ولو بعد طول كمل ما بقي وصح غسله. وإن فعله مضطرا لانقضاء الماء الذي يغتسل به –مثلا- ثم وجد ما يكمل به غسله من الماء فإن وجده بالقرب كمل وصح غسله، وإن لم يجده إلا بعد طول بطل غسله وابتدأه من أوله.
والطول هنا قدر ما تجف فيه الأعضاء المعتدلة في الزمان المعتدل.
الخامِسة: تخليل الشعر: سواء كان خفيفا أو كثيفا، لحديث: "إن تحت كل شعرة جنابة".
هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله، والحمد لله رب العالمين.

بقلم : هشام حيجر
خريج دار الحديث الحسنية من المغرب الأقصى ، صدرت له مجموعة من الإصدارات العلمية ، تستطيع متابعتي من خلال ما يلي :

1 التعليقات :

Unknown يقول...

عمل جيد جدا أخي أتمنى أن تستمر حتى تتم هذا المتن ولك مني جزيل الشكر.

 
واحة الفقيه والمتفقه © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates