خبر الآحاد وأقسامه: [3] الغريب

الاثنين، نوفمبر 25، 2013 التسميات:
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله

قال الناظم رحمه الله تعالى:
وَمَا رَوَى الوَاحِد بِالغَرِيبِ مِيزْ
قلت: هذا هو القسم الثالث والأخير من أقسام خبر الآحاد، وهو: الحديث الغريب.
وهو: الحديث الذي انفرد بروايته راو واحد.
مثاله: قال الطبراني في معجمه الصغير: حدثنا يحيى بن معاذ الفقير التستري، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بزة المكي، حدثنا الحكم بن عبد الله البصري، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك سره الله يوم القيامة" .
قال الطبراني:"لم يروه عن قتادة إلا سعيد، ولا عنه إلا الحكم بن عبد الله، تفرد به ابن أبي بزة ".
أقسام الحديث الغريب:
والحديث الغريب على قسمين:
1- غريب مطلق، وهو الحديث الذي يتفرد به الراوي مطلقا.
مثاله: حديث حماد بن سلمة عن أبي العُشَراء عن أبيه قال: قلت يا رسول الله، أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة ؟ فقال: "لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك". رواه الترمذي وقال: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة، ولا نعرف لأبي العشراء عن أبيه غير هذا الحديث".
2-غريب نسبي، وهو الغريب إسنادا لا متنا .
أي: إن المتن رواه أكثر من صحابي واشتهر عنهم، ويتفرد راو بروايته عن صحابي آخر غير الذين اشتهر عنهم الحديث. وسمي بالنسبي لكون التفرد فيه حصل بالنسبة إلى جهة معينة.
مثاله: حديث أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل في معي واحد" رواه مسلم.
قال ابن رجب رحمه الله: "فهذا المتن معروف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من وجوه متعددة، وقد خرجاه في الصحيحين من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وأما حديث أبي موسى هذا فخرجه مسلم عن أبي كريب، وقد استغربه غير واحد من هذا الوجه، وذكروا أن أبا كريب تفرد به، منهم البخاري وأبو زرعة".
حكم الحديث الغريب:
الغريب قد يكون صحيحا، وقد يكون حسنا، وقد يكون ضعيفا، والضعف هو الغالب عليه، ولذا كره جمع من الأئمة تتبع الأحاديث الغريبة.
قال علي بن الحسين رحمه الله: "ليس من العلم ما لا يعرف، إنما العلم ما عرف وتواطأت عليه الألسن".
وقال إبراهيم النخعي رحمه الله: "كانوا يكرهون غريب الحديث، وغريب الكلام".
وقال مالك رحمه الله تعالى: "شر العلم الغريب، وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس".
وقال عبد الرزاق رحمه الله تعالى: "كنا نرى أن غريب الحديث خير، فإذا هو شر".
وقال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: "لا تكتبوا هذه الغرائب، فإنها مناكير، وغالبها عن الضعفاء".
هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


بقلم : هشام حيجر
خريج دار الحديث الحسنية من المغرب الأقصى ، صدرت له مجموعة من الإصدارات العلمية ، تستطيع متابعتي من خلال ما يلي :

0 التعليقات :

 
واحة الفقيه والمتفقه © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates