باب النكرة والمعرفة

الأحد، نوفمبر 24، 2013 التسميات:
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله
قال الناظم رحمه الله تعالى:
بَابُ النَّكِرَة وَالمَعْرِفَة
وَالإِسْمُ ضَرْبَانِ فَضَرْبٌ نَكِرَهْ *** وَالآخَرُ المَعْرِفَةُ المُشْتَهِرَهْ
إعراب اﻷبيات:
(وَالإِسْمُ) الواو استئنافية، اﻻسم: مبتدأ مرفوع (ضَرْبَانِ) خبره (فَضَرْبٌ) الفاء فصيحة، ضرب مبتدأ (نَكِرَهْ) خبر (وَالآخَرُ) الواو عاطفة، الآخر مبتدأ (المَعْرِفَةُ) خبر والجملة من المبتدأ والخبر معطوفة على الجملة اﻷولى (المُشْتَهِرَهْ) صفة للمعرفة.
المعنى العام:
حاصل ما أشار إليه الناظم رحمه الله تعالى هنا أن اﻻسم من حيث التنكير والتعريف ينقسم إلى قسمين:
1- نكرة، وهي اﻷصل ولذا قدمها في الذكر، وعرفها النحاة بأنها: "كل اسم وضع لا ليخص واحدا بعينه من بين أفراد جنسه، بل ليصح إطلاقه على كل واحد على سبيل البدل". نحو: "رجل، امرأة". فإن الأول يصح إطلاقه على كل واحد ذكر بالغ من بني آدم، والثاني على كل أنثى بالغة من بني آدم.
2- ومعرفة، وهي الفرع، إذ التعريف طارئ على التنكير ومسبوق به، ولذا أخرها في الذكر، وعرفها النحاة بأنها: “اللفظ الذي يدل على مُعَيَّن بقيدٍ لفظِي أو معنوي".
مثال اللفظي: “أل".
ومثال المعنوي: إسم اﻹشارة.
وهذا الحد إنما هو على سبيل التقريب للمبتدئين؛ وإﻻ فقد قال ابن مالك: إن حدَّهما عَسِر، والمختار أن تعدَّ المعارف، ثم يقال: وما عدا ذلك نكرة. والله أعلم.
قال الناظم رحمه الله تعالى:
النكرة
فَكُلُّ مَا "رُبَّ" عَلَيْهِ تَدْخُلُ *** فَإِنَّهُ مُنَكَّرٌ يَا رَجُلُ
نَحْوُ: غُلامٍ وَكِتَابٍ وَطَبَقْ *** كَقَوْلِهِمْ: رُبَّ غُلامٍ لِي أَبَقْ
غريب اﻷلفاظ:
أَبَقْ:هرب.
إعراب اﻷبيات:
(فَكُلُّ) الفاء فصيحة، كل: مبتدأ مرفوع وهو مضاف (مَا) نكرة موصوفة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ("رُبَّ") مبتدأ محكي مرفوع بالضمة المقدرة (عَلَيْهِ) جار ومجرور متعلق بتدخل (تَدْخُلُ) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، والجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل رفع خبر "رب" (فإِنَّهُ) الفاء واقعة في خبر المبتدأ، ﻷن "كل" من صيغ العموم فقد أشبهت أدوات الشرط التي يقع في جوابها هذه الفاء، وإِنَّهُ: حرف نصب وتوكيد، والهاء: مبني على الضم في محل نصب إسم "إن" (مُنَكَّرٌ) خبر "إن" مرفوع (يا) حرف نداء (رجلُ) منادي مبني على الضم في محل نصب (نَحْوُ) تقدم إعرابه وهو مضاف (غُلامٍ) مضاف إليه (وَكِتَابٍ وَطَبَقْ) معطوفان على "غلام" (كَقَوْلِهِمْ) سبق (رُبَّ) حرف تقليل وجر شبيه بالزائد (غُلامٍ) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها حركة حرف الجر الشبيه بالزائد (لِي) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لغلام (أَبَقْ) فعل ماض مبني على الفتح وسكن مراعاة للروي. وفاعله ضمير مستتر يرجع إلى غلام.
المعنى العام:
بعد أن ذكر الناظم رحمه الله تعالى أن اﻻسم من حيث التنكير والتعريف ينقسم إلى قسمين: نكرة ومعرفة؛ أراد هنا بيان العلامات التي يتميز بها كل قسم عن قسيمه، فذكر أن النكرة هي كل اسم يصلح أن تدخل عليه "رُبَّ"؛ نحو: “ رُبَّ غُلامٍ لِي أَبَقَ“، فـ “غلام”: نكرة لدخول “رُبَّ” عليه.
ونحو أيضا: "رُبَّ كتابٍ اسْتَعَرْتُه"، و "رُبَّ طَبَقٍ أكلتُ عليه"، وهكذا.
وقال الناظم رحمه الله تعالى في شرح نظمه: "وبهذا اﻻعتبار استدل على أن "مِثْلُك" و"غَيْرُكَ" نكرتان، لجواز دخول "رُبَّ" عليهما، كما قال الشاعر في "غيرك":
يَا رُبَّ غَيْرِكِ فِي النِّسَاء غَرِيرَةٍ *** بَيْضَاء قَدْ مَتَّعْتُهَا بِطَلاَقِ
وكقول امرئ القيس في "مِثلك":
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٍ *** فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ
يريد: "فَرُبَّ مثلِك"؛ ﻷن "رُبّ" تضمر بعد الفاء كما تضمر بعد الواو" .انتهى.
قال الناظم رحمه الله تعالى:
المعرفة
وَمَا عَدَا ذَلِكَ فَهْوَ مَعْرِفَهْ *** لاَ يَمْتَرِي فِيهِ الصَّحِيحُ المَعْرِفَهْ
غريب اﻷلفاظ:
لا يمتري: لا يشك.
المعرفة اﻷولى: مقابل النكرة، والمعرفة الثانية: العلم، وفيه جناس تام.
إعراب اﻷبيات:
(وَمَا) الواو استئنافية، ما: اسم موصول مبتدأ (عَدَا) فعل ماض وفاعله ضمير مستتر يعود على "ما" وجملة الصلة ﻻ محل لها من اﻹعراب (ذَلِكَ) ذا: مفعول به مبني على السكون في محل نصب واللام للبعد والكاف حرف خطاب ﻻ محل له من اﻹعراب (فَهْوَ) الفاء زائدة في خبر المبتدأ ﻷنه من صيغ العموم، "هو": ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ (مَعْرِفَهْ) خبر مرفوع وسكن للروي، والجملة خبر ما (ﻻ) نافية (يَمْتَرِي) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل (فِيهِ) جار ومجرور متعلق بيمتري (الصَّحِيحُ) فاعل مرفوع وهو مضاف (المَعْرِفَهْ) مضاف إليه مجرور سكن مراعاة للرَّوِي.
المعنى العام:
المعنى: أن كل ما لم يقبل دخول "رُبَّ" عليه فهو معرفة، ﻻ يرتاب في ذلك ذو المعرفة الصحيحة.
قال الناظم رحمه الله تعالى:
مِثَالُهُ: الدَّارُ وَزَيْدٌ وَأَنَا *** وَذَا وَتِلْكَ وَالَّذِي وَذُو الغِنَى
إعراب اﻷبيات:
(مِثَالُهُ) مبتدأ مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه (الدَّارُ)  خبر مرفوع ( وَزَيْدٌ وَأَنَا وَذَا وَتِلْكَ وَالَّذِي وَذُو الغِنَى) معطوفات على "الدار".
المعنى العام:
أن ما سوى ذلك الذي يجوز عليه دخول "رب"، فهو: معرفة، وأشار بالتمثيل إلى أنها خمسة أنواع، وهي:
1-            المعرف بالألف واللام، وإليه أشار بقوله: "الدار".
2-            أسماء الأعلام، وإليه أشار بقوله: "زيد".
3-            الأسماء المضمرة، سواء كانت متصلة، نحو: تاء المتكلم المضمومة، وتاء المخاطب المفتوحة، وتاء المخاطبة المكسورة، أو منفصلة، وإليها أشار بقوله: "أنا".
4-            أسماء الإشارة، وتسمى أيضا: "الأسماء المبهمة"، وهي التي أشار إليها بقوله: "وذا وتلك والذي".
5-            الأسماء المضافة إلى أحد الأنواع الأربعة المتقدمة، وإليه أشار بقوله: "وذو الغنى".
قال الناظم رحمه الله تعالى:
وَآلَةُ التَّعْرِيفِ "أَلْ" فَمَنْ يُرِدْ *** تَعْرِيفَ كَبْدٍ مُبْهَمٍ قَالَ: الكَبِدْ
وَقَالَ قَوْمٌ إِنَّهَا اللاَّمُ فَقَطْ *** إِذْ أَلِفُ الْوَصْلِ مَتَى تُدْرَجْ سَقَطْ
إعراب اﻷبيات:
(و) استئنافية (آلة) مبتدأ مرفوع وهو مضاف (التعريف) مضاف إليه ("أل") خبر محكي (فـــ) فاء الفصيحة (من) اسم شرط جازم (يرد) فعل مضارع مجزوم بمن وفاعله ضمير مستتر يعود على من الشرطية (تعريف) مفعول به منصوب وهو مضاف (كبد) مضاف إليه (مبهم) صفة لكبد (قال) فعل ماض وفاعله مستتر يعود على من (الكبد) مقول لقال منصوب به وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بسكون الروي (وقال) فعل ماض (قوم) فاعل مرفوع (إنها) حرف نصب والهاء في محل نصب اسمها (اللام) خبر إن مرفوع (فقط) الفاء زائدة  مبنية على الفتح وقط اسم فعل مضارع بمعنى تكفي مبني على السكون لشبهه بالحرف شبها استعماليا وفاعله ضمير مستتر تقديره هي (إذ) حرف تعليل بمعنى اللام (ألف) مبتدأ مرفوع مضاف (الوصل) مضاف إليه (متى) اسم شرط جازم (تدرج) فعل مضارع مجزوم بمتى ونائب فاعله ضمير يعود على ألف الوصل (سقط) فعل ماض في محل الجزم بمتى على كونه جوابا لها وفاعله ضمير يعود على ألف الوصل.
المعنى العام:
أن الألف واللام هما أداة التعريف، فإذا أردت تعريف اسم نكرة، أدخلت عليه الألف واللام، نحو: "كبد" نكرة، فإذا أردت تعريفه قلت: "الكبد".

وذهب بعض النحويين إلى أن اللام وحدها هي أداة التعريف، بدليل سقوط همزة الوصل عند إدراج الكلام.
هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

بقلم : هشام حيجر
خريج دار الحديث الحسنية من المغرب الأقصى ، صدرت له مجموعة من الإصدارات العلمية ، تستطيع متابعتي من خلال ما يلي :

0 التعليقات :

 
واحة الفقيه والمتفقه © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates