باب أقسام المياه التي يجوز منها الوضوء

الجمعة، ديسمبر 24، 2010 التسميات:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله

maa

قال المصنف رحمه الله تعالى: ( بَابُ أَقْسَامِ المِيَاهِ التي يَجُوْزُ مِنْهَا الوُضُوْءُ :

اِعْلَمْ - وَفَّقَكَ اللهُ تَعَالى – أَنَّ المَاءَ عَلَى قِسْمَيْنِ : مَخْلُوْطٌ وَغَيْرُ مَخْلُوْطٍ . فَأَمَّا غَيْرُ الْمَخْلُوطِ فَهُوَ طَهُوْرٌ ، وَهُوَ المَاءُ المُطْلَقُ ، يَجُوْزُ مِنْهُ الوُضُوْءُ ، سَوَاءٌ نَزَلَ مِن السَّمَاءِ ، أَوْ نَبَعَ مِن الأَرْضِ ) .

ش : لما أنهى المصنف رحمه الله تعالى الكلام على نواقض الوضوء أتبعه بالكلام على ما ، فقال : ( بَابُ أَقْسَامِ المِيَاهِ ) أي أحكام المياه، والماء اسم جنس يقع على القليل والكثير، فكان حقُّه أَلاَّ يُجْمَع، لكن جمعه باعتبار أنواعه. ثم أشار إلى أن منه ما يجوز التطهير به ومنه ما لا يجوز ، فقال: ( التي يَجُوْزُ مِنْهَا الوُضُوءُ ) .

وحاصل ما أشار إليه رحمه الله هنا أن الماء على قسمين:

القسم الأول: المخلوط.

القسم الثاني: غير المخلوط.

وبدأ بالقسم الثاني، وهو غير المخلوط، أي غير المتغير، والمراد به: المَاءُ المُطْلَقُ، وهو الذي يطلق عليه اسم ماء بلا قيد، وهو يشمل كل ما نزل من السماء؛ كالمطر والثلج والبرد والجليد والندى، أو نبع من الأرض؛ كالبحر والعيون والأنهار والآبار. قال تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد "، وقال صلى الله عليه وسلم حين سئل عن ماء البحر أيتوضأ منه؟: "هو الطهور ماؤه، الحِلُّ مَيْتَتُهُ". وقال صلى الله عليه وسلم - لما قيل له: إنه يستسقى لك من بئر بضاعة وهي بئر تلقى فيها لحوم الكلاب وخرق المحائض وعذر الناس؟ -: "إن الماء طهور لا ينجسه شيء".

وهذا القسم من المياه: طَهُورٌ؛ أي طاهر في نفسه، مُطّهِّرٌ لغيره، بشرط أن يبقى على أصل خلقته أو ذاب بعد جموده بحيث لا يخالطه شيء ولا يتغير أحد أوصافه الثلاثة من لون وريح وطعم بشيء يفارقه في الغالب من الأشياء الطاهرة أو النجسة.

[ حكم الماء المتغير ]

قال المصنف رحمه الله تعالى: ( وَأَمَّا الْمَخْلُوْطُ إِذَا تَغَيَّرَتْ أَحَدُ أَوْصَافِهِ الثَّلاَثَةُ : لَوْنِهِ ، أَوْ طَعْمِهِ، أَوْ رِيْحِهِ، فَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ، تَارَةً يَخْتَلِطُ بِنَجِسٍ فَيَتَغَيَّرُ بِهِ، فَالمَاءُ نَجِسٌ لاَ يَصِحُّ الوُضُوءُ مِنْهُ ، وَإِنْ لَمْ يَتَغَيَّرْ بِهِ ، فَإِنْ كَانَ المَاءُ قَلِيْلاً وَالنَّجَاسَةُ قَلِيْلَةً كُرِهَ الوُضُوْءُ مِنْهُ عَلَى الْمَشْهُورِ .

وَتَارَةً يَخْتَلِطُ بِطَاهِرٍ فَيَتَغَيَّرُ بِهِ ، فَإِنْ كَانَ الطَّاهِرُ مِمَّا يُمْكِنُ الاِحْتِرَازُ مِنْهُ كَالمَاءِ المَخْلُوْطِ بِالزَّعْفَرَانِ وَالوَرْدِ وَالعَجِيْنِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ فَهَذَا المَاءُ طَاهِرٌ في نَفْسِهِ غَيْرُ مُطَهِّرٍ لِغَيْرِهِ ، فَيُسْتَعْمَلُ في العَادَاتِ ، مِن طَبْخٍ وَعَجْنٍ وَشُرْبٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ ، وَلاَ يُسْتَعْمَلُ في العِبَادَاتِ ، لاَ في وُضُوْءٍ وَلاَ في غَيْرِهِ .

وَإنْ كَانَ ممَّا لاَ يُمْكِنُ الاِحْتِرَازُ مِنْهُ ، كَالمَاءِ المُتَغَيِّرِ بِالسَّبَخَةِ أَو الحَمْأَةِ ، أَو الجَارِيْ عَلَى مَعْدِنِ زِرْنِيْخٍ أَوْ كِبْرِيْتٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ ، فَهَذَا كُلُّهُ طَهُوْرٌ يَصِحُّ مِنْهُ الوُضُوْءُ . وَاللهُ أَعْلَم ).

ش: هذا هو القسم الثاني من أقسام المياه، وهو الماء المخلوط بغيره، بحيث تتغير أحد أوصافه الثلاثة السابقة، وهو على قسمين:

الأول: الماء المختلط بنجِس؛ كدم وجيفة وخمر ونحو ذلك، وله حالتان:

الحالة الأولى: أن يُغَيِّر هذا النجس الذي اختلط بالماء أحد أوصاف الماء الثلاثة السابقة، والتي هي اللون والطعم والرائحة، فهذا لا يجوز الوضوء به، ومثل الوضوء: الغسل وإزالة النجاسة سواء في الجسم أو الثوب أو المكان.

الحالة الثانية: أن لا يتغير الماء به، فهنا ينظر إن كان الماء قليلا والنجاسة قليلة فهذا يكره الوضوء منه على المشهور، وأما إن كثر الماء فلا كراهة ، قَلَّت النَّجاسة أو كَثُرَت .

القسم الثاني من الماء المختلط: الماء الذي اختلط بطاهر وَغَيَّرَهُ، فله أيضا حالتان:

الحالة الأولى: أن يكون ذلك الطاهر الذي اختلط به الماء مما يمكن الاحتراز منه عادة، وهذا كالماء الذي اختلط بعجين، أو كمياه الغدير التي اختلطت بروث الماشية، أو الآبار التي اختلطت بورق الشجر، فهذا الماء طاهر في نفسه؛ لأنه لم يتنجس لكنه غير مطهر لغيره؛ لأنه ليس ماء مطلقا، فيستعمل في العادات من طبخ وعجن وشرب وغسل ثياب ونحو ذلك، ولا يستعمل في العبادات، لا في وضوء ولا في غيره من غسل وإزالة نجاسة .

الحالة الثانية: أن يكون ذلك الطاهر الذي اختلط به الماء مما لا يمكن الاحتراز، منه في الغالب، كالمتغير بأجزاء الأَرْض كالمغرة وَالْملح والكبريت وَالتُّرَاب، فهذا طهور في نفسه مطهر لغيره.

ويدخل في هذا القسم أيضا: المتغير بطول مكث، أو بما تولد فيه كالسمك والطحلب.

وحاصل هذا الباب أن تعلم أن الماء على ثلاثة أقسام:

(1) ماء طاهر مطهر، وهو: الماء المطلق.

(2) ماء لا طاهر ولا مطهر، وهو: الماء الذي اختلط بنجس وغير أحد أوصافه الثلاثة من لون أو طعم أو ريح.

(3) ماء طاهر لا مطهر، وهو: الماء الذي تغيرت أحد أوصافه يما ينفك عنه من الطاهرات.

هذا والله تعالى أعلم.

بقلم : هشام حيجر
خريج دار الحديث الحسنية من المغرب الأقصى ، صدرت له مجموعة من الإصدارات العلمية ، تستطيع متابعتي من خلال ما يلي :

1 التعليقات :

nada.mixseogy يقول...

افضل شركة غسيل خزانات بمكة
حتى تستطيع الحصول على مياه نظيفة عليك الاهتمام بالحصول على غسيل خزانات بمكة من خلال افضل شركة غسيل خزانات بمكة حتى تستطيع ضمان انها تستخدم افضل ادوات غسيل خزان المياه دون الحاق الضرر او التلف به و نحن شركة غسيل خزانات بمكة نقدم لك الخدمة بأعلى مستوى من الدقة كما نوفر ايضا لك تنظيف خزانات بمكة و عزل خزانات بمكة حتى تستطيع الحصول على مياه خاليه من الاتربة
غسيل خزانات بمكة
https://elbshayr.com/6/Cleaning-tanks

 
واحة الفقيه والمتفقه © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates