شرح مقدمة الناظم رحمه الله

الاثنين، ديسمبر 20، 2010 التسميات:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله

111

قال الناظم رحمه الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

1

أقولُ مِن بَعدِ افتِتَاحِ القَوْلِ

بِحَمْدِ ذِي الطَّوْلِ شَدِيدِ الحَوْلِ

2

وَبَعْدَهُ فَأَفْضَلُ السَّلاَمِ

عَلَى النَّبِيِّ سَيِّدِ الأَنَامِ

3

وَآلِهِ الأَطْهَارِ خَيْرِ آلِ

فَافْهَمْ كَلاَمِي وَاسْتَمِعْ مَقَالِي

4

يَا سَائِلِي عَن الكَلاَمِ المُنتَظِمْ

حَدّاً ونَوعاً وَإِلَى كَمْ يَنقَسِمْ

5

اسْمَعْ هُدِيتَ الرُّشْدَ مَا أَقُولُ

وَافْهَمْهُ فَهْمَ مَنْ لَهُ مَعْقُولُ

غريب الكلمات:

الناظم: هو أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري [نسبة إلى الحرير وعمله أو بيعه ] البصري الحرامي [نسبة إلى محلة بني حرام بالبصرة ]، أحد أئمة الأدب واللغة والنحو، ولد في حدود سنة 446هـ، وقرأ الأدب على أبي الفضل بن محمد القصباني وأبي الحسن علي بن فضال المجاشعي، وتفقه على أبي نصر بن الصباغ وأبي إسحاق الشيرازي، وقرأ الفرائض والحساب على أبي حكيم الخبري، وسمع الحديث من أبي تمام محمد بن الحسن المقرئ وأبي القاسم الفضل بن محمد بن علي النحوي وأبي القاسم الحسين بن أحمد بن الحسين الباقلاني وغيرهم. له المقامات الشهيرة التي – كما يقول الخطيب البغدادي- سرت في الدنيا سير الشمس، وتلقاها الناس بالقبول، وعقد على بلاغتها الحناصر. من مصنفاته أيضا: ملحة الإعراب وشرحها، ودرة الغواص فيما يلحن فيه الخواص، وكتاب الرسائل وغيرها. توفي رحمه الله سنة 516هـ.

الطَّوْل: اﻹنعام والفضل، يقال: اللهم طل علينا؛ أي: أنعم وتفضل علينا، وفي التنزيل { غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول }[غافر:2]. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: "قال ابن عباس رضي الله عنهما: يعني السعة والغنى. وهكذا قال مجاهد وقتادة، وقال يزيد بن الأصم : ذي الطول يعني الخير الكثير، وقال عكرمة: "ذي الطول": ذي المن، وقال قتادة: ذي النعم والفواضل. والمعنى: أنه المتفضل على عباده المتطول عليهم بما هم فيه من المنن والإنعام التي لا يطيقون القيام بشكر واحدة منها { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها }الآية".

الحَوْل: القوة، وفي التنزيل { وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال}[الرعد:13]، وإضافة الشديد إلى الحول من باب إضافة الصفة إلى موصوفها.

سَيّد الأَنَامِ: أي سيد الخلق، وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، واستغنى بهذا الوصف عن التصريح باسمه تعظيما لشأنه صلى الله عليه وسلم وتفخيما لرفعة مكانه، لما فيه من الإشارة إلى انفراده بهذا الوصف وعدم مشارك له فيه، فلا ينصرف الذهن عند سماعه إلى غيره.

المُنْتَظِم: المركب .

حدّاً: الحدُّ في اللغة: المنع، وأما اصطلاحا؛ فالمراد به: المُعَرِّف، وهو ما يميز الشيء عما عداه، وﻻ يكون كذلك إﻻ إذا كان جامعا ﻷفراد المحدود مانعا من دخول غيره.

مَعْقُولٌ: عقل.

 

إعراب اﻷبيات:

(أقولُ) فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره لتجرده عن الناصب والجازم (مِن بَعدِ) جار ومجرور (افتِتَاحِ) مضاف إليه مجرور بالمضاف، وهو مضاف (القَوْلِ) مضاف إليه مجرور بالمضاف (بِحَمْدِ) جار ومجرور متعلق بافتتاح (ذِي) مضاف (الطَّوْلِ) مضاف إليه مجرور (شَدِيدِ الحَوْلِ) عطف بيان من "ذي"، أو بدل كل من كل، و"شديد" مضاف، و"الحول" مضاف إليه. (وَبَعْدَهُ) "الواو": نائبة عن "أما" النائبة عن "مهما" وأصلها: مهما يكن من شيء بعد الحمد فأقول: أفضل السلام، و"بعد": منصوب على الظرفية والعامل فيه جواب الشرط، وهو مضاف، و"الهاء" ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ( فَأَفْضَلُ) "الفاء": رابطة مبنية على الفتح واقعة في جواب الشرط، و"أفضل": مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه: الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف (السَّلاَمِ) مضاف إليه مجرور (عَلَى) حرف جر مبني بالسكون على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ( النَّبِيِّ ) اسم مجرور، وشبه الجملة من الجار والمجرور خبر المبتدأ (سَيِّدِ الأَنَامِ) مضاف ومضاف إليه. (وَ) حرف عطف (آلِهِ) معطوف على ما قبله، و"آل": مضاف، و"الهاء": مضاف إليه (الأَطْهَارِ) صفة (خَيْرِ آلِ) مضاف ومضاف إليه (فَـ) فاء الفصيحة لا محل لها من الإعراب، وفاء الفصيحة هي التي يحذف فيها المعطوف عليه مع كونه سببا للمعطوف من غير تقدير حرف الشرط، وسميت فصيحة لأنها تفصح عن المحذوف وتفيد بيان سببه، ولأنها -أحيانا- تفصح عن جواب شرط مقدر كما هنا (افْهَمْ) فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت (كَلاَمِي) مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه (وَاسْتَمِعْ مَقَالِي) معطوف على ما قبله وإعرابه كإعرابه (يَا) حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب (سَائِلِي) منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه (عَنِ الكَلاَمِ) جار ومجرور (المُنتَظِمْ) صفة (حَدّاً) تمييز (ونَوعاً) معطوف (وَإِلَى) حرف جر (كَمْ) استفهامية مبنية على السكون في محل جر (يَنقَسِمْ) فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بسكون الروي (اسْمَعْ) فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت (هُدِيتَ) فعل ماض والتاء: نائب فاعل (الرُّشْدَ) منصوب على نزع الخافض وجملة "هديت الرشد" اعتراضية لا محل لها من الإعراب (مَا) اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل نصب مفعول به (أَقُولُ) فعل مضارع مرفوع والفاعل مضير مستتر ، والجملة من الفعل وفاعله لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول "ما" (وَافْهَمْهُ) فعل وفاعل ومفعول به (فَهْمَ) مفعول مطلق وهو مضاف (مَنْ) اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل جر مضاف إليه (لَهُ مَعْقُولُ) جار ومجرور متعلق بمحذوف واجب الحذف خبر مقدَّم، ومعقول: مبتدأ مؤخر.

المعنى العام:

افتتح الناظم رحمه الله تعالى نظمه هذا بحمد لله ذي الفضل والإنعام الشديد القوة، والسلام على سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الذين هم خير آل، ودعا من سأله عن حد الكلام وتعريفه، وأنواع الكلام وأقسامه عند النحاة إلى الإصغاء لكلامه، وإعمال عقله في فهمه وتدبر معانيه.

بقلم : هشام حيجر
خريج دار الحديث الحسنية من المغرب الأقصى ، صدرت له مجموعة من الإصدارات العلمية ، تستطيع متابعتي من خلال ما يلي :

0 التعليقات :

 
واحة الفقيه والمتفقه © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates