خبر الآحاد وأقسامه: [1- المشهور ]

بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله

قال الناظم رحمه الله تعالى:

وَغَيرُهُ : خَبَرُ واحِدٍ وَمَا		زادَ على اِثنَينِ فَمَشهُورٌ سَما
وَما رَواهُ اِثنانِ يُسْمَى بِالعَزيزْ		وَما رَوى الواحِدُ بِالغَريبِ مِيزْ

قلت:

وَغَيرُهُ: أي غير الحديث المتواتر.

وذلك لأن الحديث إما أن تكون له طرق عديدة غير محصورة بعدد معين، فهو: الحديث المتواتر، وقد سبق الكلام عنه.

وإما أن يكون محصورا بعدد معين، فهو: خبر الواحد، أو خبر الآحاد.

وخبر الآحاد على ثلاثة أقسام.

وذلك لأنه إما أن يرويه أكثر من اثنين ما لم يصل إلى درجة التواتر، فهو: الحديث المشهور.

وإما أن يرويه اثنان، فهو: العزيز

وإما أن يتفرد بروايته واحد، فهو الغريب.

وهذا بيان كل قسم على حدة إن شاء الله تعالى.

[ أولا: المشهور]

قال الناظم رحمه الله تعالى:

...... ..... ..... وَمَــــــــــا

زادَ على اِثنَينِ فَمَشهُورٌ سَما

قلت:

المشهور في اللغة: من الانتشار والذيوع.

وأما في الاصطلاح فقال الناظم رحمه الله تعالى أنه: "ما زاد على اثنين"، أي: ما رواه ثلاثة فما فوق، نحو قوله تعالى: {فإن كن نساء فوق اثنتين}.

وعرفه الحافظ ابن حجر رحمه الله بأنه:"ما لَه طرق محصورة بأكثر من اثنين ما لم يبلغ حد التواتر".

وقد يطلق اسم المشهور على الحديث الذي اشتهر مطلقا سواء أكان له أصل-أي إسناد واحد فأكثر-أو ما ليس به أصل.

ووصف الحديث بالشهرة لا يستلزم منه أن يكون صحيحا، بل قد يكون صحيحا، وقد يكون حسنا، وقد يكون ضعيفا.

فمن أمثلة الحديث المشهور الصحيح: حديث:"الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات"...الحديث. فله طرق عديدة، وقد اتفق على إخراجه أصحاب الأصول وغيرهم.

ومن أمثلة الحديث المشهور الحسن: حديث: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، فقد قال المزي رحمه الله تعالى بأن لَه طرقا يرتقي بها إلى رتبة الحديث الحسن، وكذا حسنه الحافظ ابن حجر.

ومن أمثلة الحديث المشهور الضعيف: حديث: "اطلبوا العلم ولو بالصين"، فقد روي من عدة أوجه، ولم يخل طريق منها من مجروح جرحا شديدا، فهو ضعيف. قال البيهقي رحمه الله تعالى:"هذا حديث متنه مشهور، وأسانيده لا تخلو من مقال، لا أعرف لَه إسنادا يثبت بمثله الحديث،والله أعلم".

هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.