الحَلْمُ والحِلْمُ والحُلْمُ

بسم الله الرحمان الرحيم

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله

قال الناظم رحمه الله تعالى :

18-الحَلْمُ ثَقْبٌ فِي الأَدِيمْ	وَالحِلْمُ مِنْ خُلْقِ الكَرِيمْ
19-وَالحُلْمُ فِي النَّومِ النَّعِيمْ	بِالصَّدْقِ أَوْ بِالكَذِبِ

قلت:

قوله (الحَلْمُ ثَقْبٌ فِي الأَدِيمْ) :

الحَلْم -بالفتح- هو : تثقب الأديم وفساده، وذلك بأن يقع فيه دواب تفسده[1]. ومنه قول الوليد بن عقبة :

فإنَّك والكتابَ إلى عليٍّ

كدابغةٍ وقد حَلِمَ الأديمُ

قوله (وَالحِلْمُ مِنْ خُلْقِ الكَرِيمْ) :

الحِلْم -بالكسر- هو : الخلق الذي يتصف به الكريم، يعني الأناة والعقل[2]. والجمع أحلام وحلوم، ومنه قوله تعالى {أم تأمرهم أحلامهم بهذا }[الطور:32].

قوله (وَالحُلْمُ فِي النَّومِ) :

الحُلْم-بالضم- هو : ما يراه النائم في نومه[3].والجمع:أحلام، ومنه قول المؤمل[4]:

حلمتُ بكم في نَوْمتي فغضبتُمُ

فلا ذنبَ لي أَنْ كانتِ العينُ تحلمُ

والحُلم أيضا: الجِماعُ في النَّوْمِ، كالاحتلام.

وقد قال ابن فارس رحمه الله في مقاييس اللغة[5] : " الحاء واللام والميم أصول ثلاثة؛ الأول: ترك العجلة، والثاني: تثقب الشيء، والثالث: رؤية الشيء في المنام . وهي متباينة جدا تدل على أن بعض اللغة ليس قياسا، وإن كان أكثره منقاسا".

---

[1] - انظر: المحكم والمحيط الأعظم (3/364)، إكمال الإعلام بتليث الكلام (1/160)، لسان العرب(12/147)،

[2] - انظر: المحكم والمحيط الأعظم (3/364)، القاموس المحيط (1416)،لسان العرب(12/146)، تاج العروس(31/526)، المصباح المنير (1/148)

[3] - انظر: المحكم والمحيط الأعظم (3/363)، تهذيب اللغة(5/69)، القاموس المحيط (1416)، لسان العرب (12/145)، تاج العروس(31/525)، المصباح المنير (1/148)

[4] - نسبه إليه أيضا في الأغاني (22/252)، والزاهر في معاني كلمات الناس (1/91) ، والبغدادي في خزانة الأدب (8/338).

[5] - (2/93).