خبر الآحاد وأقسامه: [2- العزيز]

الاثنين، نوفمبر 18، 2013 التسميات:
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله


[ثانيا]: العزيز


العزيز في اللغة: صفة مشبهة من " عَزَّ يَعِزُّ " بالكسر،أي قل وندر، أو من " عَزَّ يَعَزُّ " بالفتح إذا قوي،كقولِه تعالى:{وعززنا بثالث}.

وأما في الاصطلاح، فعرفه الناظم رحمه الله تعالى: بأنه: ما رواه اثنان، ومراده: أن لا يقل عدد رواته عن أقل من اثنين ولا يصلون إلى حد المشهور. والتعريف الذي اختاره الحافظ ابن حجر رحمه الله في النخبة وشرحها أدق، حيث قال: هو: ما لا يرويه أقل من اثنين، عن أقل من اثنين.

ومناسبة التسمية للعزيز واضحة، لعزته أي قوته بمجيئه من طريق آخر، أو لندرته وقلته حتى إن الحافظ ابن حبان رحمه الله تعالى أنكر وجوده .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في نزهة النظر شرح نخبة الفكر: "وادعى ابن حبان أن رواية اثنين عن اثنين إلى أن ينتهي لا يوجد أصلا. قلت: إن أراد رواية اثنين فقط عن اثنين فقط لا توجد أصلا فيمكن أن يسلم، وأما صورة العزيز التي حررناها فموجودة بأن لا يرويه أقل من اثنين عن أقل من اثنين".

وما قاله الحافظ رحمه الله تعالى متوجه وسديد، وذلك لأن الحديث إذا رواه في بعض الطبقات راويان فقط، ثم رواه أكثر من ذلك، فلا يخرج عن كونه عزيزا، بشرط أن تبقى ولو طبقة واحدة فيها اثنان، لأن العبرة لأقل طبقات السند.

مثال الحديث العزيز:

حديث أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعون"رواه الشيخان.

فهذا الحديث رواه عن أنس: قتادة وعبد العزيز بن صهيب، ورواه عن قتادة: شعبة وسعيد، ورواه عن عبد العزيز بن صهيب: إسماعيل بن علية وعبد الوارث، ورواه عن كُلٍّ جماعة.

?فائدة:  في الحديث العزيز هل هو شرط للصحيح ؟

لا، لا يشترط في الحديث الصحيح أن يكون عزيزا كما ذهب إلى ذلك بعضهم، إذ قد يكون الحديث الصحيح غريبا، أي يتفرد بروايته راو واحد،كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

قال السيوطي رحمه الله تعالى:

                             وَلَيْسَ شَرْطاً عَدَدٌ وَمَنْ شَرَطْ  *** رِوَايَةَ اثْنَيْنِ فَصَاعِداً غَلَطْ

قال الحافظ أبو بكر الحازمي رحمه الله تعالى: "ولا أعلم أحدا من فرق الإسلام القائلين بقبول خبر الواحد اعتبر العدد سوى متأخري المعتزلة، فإنهم قاسوا الرواية على الشهادة، واعتبروا في الرواية ما اعتبروا في الشهادة، وما مغزى هؤلاء إلا تعطيل الأحكام، كما قال أبو حاتم ابن حبان-أي: في مقدمة صحيحه-"انتهى.

بقلم : هشام حيجر
خريج دار الحديث الحسنية من المغرب الأقصى ، صدرت له مجموعة من الإصدارات العلمية ، تستطيع متابعتي من خلال ما يلي :

0 التعليقات :

 
واحة الفقيه والمتفقه © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates