الحديث المرفوع

الثلاثاء، نوفمبر 26، 2013 التسميات:
    بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله


قال الناظم رحمه الله تعالى:
وَسَمُّوا المَرْفُوعَ مَا انْتَهَى إِلَى *** أَفْضَلِ مَنْ إِلَى الأَنَامِ أُرْسِلَا
الأنام: الخلق.
والمعنى:
أن الحديث المرفوع هو: الحديث الذي انتهى سنده من طرف صحابي أو تابعي أو من دونهما ولو مِنَّا إلى النبي صلى اله عليه وآله وسلم قولا أو فعلا أو تقريرا، سواء اتصل سنده أو لم يتصل.
فعلى هذا يدخل فيه: المتصل والمرسل والمعضل والمنقطع والمعلق لعدم اشتراط الاتصال، ويخرج منه: الموقوف والمقطوع لاشتراط الإضافة المخصوصة.
وأقسام المرفوع أربعة، وهي:
-مرفوع قولي:
1-تصريحا:كقول الراوي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كذا، أو سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول كذا ونحو ذلك.
مثاله: حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ:شَهَادَةِ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ،وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ".متفق عليه.
2-حُكْماً: أي الذي يعطاه حكم الرفع. وذلك نحو قول الصحابي الذي لم يأخذ عن أهل الكتاب مما لا مجال للاجتهاد فيه، ولا لَه تعلق ببيان لغة أو شرح غريب؛ كالإخبار عن الأمور الغيبية وقصص الماضين والمواقيت والمقادير الشرعية.
-مرفوع فعلي:
1-تصريحا:كقول الراوي: فعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كذا.
مثاله: قول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: "توضأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرة مرة". رواه البخاري.
2-حكما: أن يفعل الصحابي ما لا مجال للاجتهاد فيه، فيعطى حكم الرفع.
وذلك مثل: صلاة علي كرم الله وجهه الكسوف في كل ركعة أكثر من ركعتين، فإنه يبعد أن يكون ذلك اجتهادا منه، ويتعين كونه بوقف من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ƒ-مرفوع تقريري:
1-تصريحا:كقول الراوي: فعل بحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كذا، أو قيل كذا، أو بلغه، ولا يذكر إنكاره صلى الله عليه وآله وسلم.
مثاله: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: أن عمرو بن العاص أصابته جنابة وهو أمير الجيش، فترك الغسل من أجل أنه قال: إن اغتسلت مت من البرد، فصلى بمن معه جنبا، فلما قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عرفه ما فعل، فأنبأه بعذره فأقر وسكت. رواه الطبراني في "الكبير" .
2-حكما:كأن يضيف الصحابي فعل الصحابة أو قولهم للعهد الماضي، نحو: "كنا نفعل كذا"، أو "نقول كذا". ولهذه الحالة عبارتان:
¯عبارة مطلقة:لم تضف إلى زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
¯عبارة مقيدة: أضيف فيها القول والفعل إلى زمنه صلى الله عليه وآله وسلم.
أما العبارة المطلقة: فذهب الحاكم والعراقي وابن حجر والسيوطي رحمهم الله تعالى إلى أنه مرفوع.
وحكاه النووي في "المجموع شرح المهذب" عن كثير من الفقهاء، وقال: "وهو قوي من حيث المعنى".
بينما ذهب الخطيب وابن الصلاح، ونقله النووي في "شرح مقدمة مسلم" عن جمهور المحدثين وأصحاب الفقه والأصول، إلى أنه موقوف ليس بمرفوع.
أما العبارة المقيدة: فالجمهور من العلماء على أنه مرفوع، لأن ظاهر ذلك مشعر بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اطلع على ذلك وأقرهم عليه، لتوفر دواعيهم على سؤالهم لَه صلى الله عليه وآله وسلم عن أمر دينهم.
وتقريره صلى الله عليه وآله وسلم أحد وجوه السنة المرفوعة.
ومن أمثلة ذلك: حديث جابر t قال: "كنا نعزل والقرآن يتنزل".
-مرفوع وصفي:
وهو ينقسم إلى قسمين:
1-وصف خَلْقِي:كقول البراء بن عازب t: "ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، شعره يضرب منكبيه، بعيد ما بين المنكبين، ليس بالطويل ولا بالقصير". رواه مسلم.


2-وصف خُلُقِي:كحديث أبي سعيد الخدري t قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشد حياء من العذراء  في خدرها، وكان إذا كره شيئا  عرفناه في وجهه". متفق عليه.
هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

بقلم : هشام حيجر
خريج دار الحديث الحسنية من المغرب الأقصى ، صدرت له مجموعة من الإصدارات العلمية ، تستطيع متابعتي من خلال ما يلي :

0 التعليقات :

 
واحة الفقيه والمتفقه © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates